هل دخلت الأرض عصراً جليديّاً مصغّراً؟!

للإجابة على هذا السؤال دعونا نُحاول الاجابة على أسئلة متعلّقة بالموضوع:

1- بداية ماذا نعني بمصطلح العصر الجليدي المصغّر؟

تُطلق الكلمة على فترة زمنية تنخفض فيها الحرارة في قسمٍ واسعٍ من الأرض، بحيث تزداد أماكن انتشار الثلوج والجليد.


2- ما هي أسباب حدوث العصر الجليدي المصغّر؟

السبب الرئيسي لانخفاض الحرارة في العصر الجليدي يتعلّق بخمول النشاط الشمسي، وهناك أسبابٌ أُخرى منها مثلاً: ازدياد ثوران البراكين التي تمنع سُحبها من وصول أشعة الشمس للأرض في بعض المناطق، هناك أيضاً التغيرات في التيارات المائيّة في المحيطات،...


3- متى حدث عصرٌ جليدي مصغراً لآخر مرة؟

ليس هناك من اتفاق واضحٍ حول الفترة الزمنيّة، انّما يُرجح أنّ تكون الفترة بين عامي ١٦٥٠-١٧١٥ هي عصراً جليديّاً مُصغّراً ساد في النصف الشمالي على الأرض، حين انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ فوق مناطق واسعة، وسبب عدم الاتفاق يعود إلى أنّ انخفاض الحرارة غالباً لا يكون متماثلاً ومتساويّاً ومتزامناً فوق كلّ مناطق الأرض. 


4- ما هي نتائج العصر الجليديّ المُصغّر؟

يترافق الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وسيطرة الجليد في مناطق محدّدة إلى ازدياد الجفاف، يتبعها قلّة في الغذاء في العادة، كما قد تنتشر مجاعة ويقوم السكان بهجرة جماعية ليستقروا في مناطق جديدة.


5- نعود الآن للسؤال، هل دخلت الأرض عصراً جليديّاً مصغّراً؟!

نعيش حالياً في فترة تدنٍ في النشاط شمسيّ والذي يُتوقّع أنّ يستمر ل ١١ سنة، واذا شاهدنا الخريطة المرفقة سنجد انخفاضاً متزامناً للحرارة فوق مناطق واسعة على الأرض وانتشاراً للثلوج والجليد فوق عدّة مناطق بسبب تأثيرات الموجة القطبيّة الأخيرة. إنّما ورغم انتشار التحليلات والمقابلات والمقالات والتوقعات التي تُعلن بدء العصر الجليدي المُصغّر، فإنّنا إذا راجعنا الخريطة المناخيّة سنلاحظ أن الأماكن التي تنخفض فيها درجة الحرارة حاليّاً هي التي تتسم بخاصيّة مناخيّة أساسيّة: "تدنٍ في درجات الحرارة شتاء"...  -بغض النظر عن وجود بعضها ضمن نطاق المناخ المعتدل-

متوسط درجات الحرارة مساء الأربعاء - 20-1-2021

وفي الحقيقة نحن لا نعرف ما هي المدّة المتوقّعة لبقاء الجليد في هذه المناطق، ولا خريطة زحفه سنويّاً نحو مناطق جديدة، ولا يُمكن التكهّن بضمان تكرار هذه البرودة سنويّاً فوق نفس المنطقة،... إضافة إلى أنّنا حين نتكلم عن المناخ فينبغي علينا الانتظار لسنوات حتى يتمّ حسم المسألة، فكيف ونحن لا نعلم أيضاً ما هي العوامل التي قد تطرأ على الأرض. 


أخيراً ما يُمكنني قوله، هو أنّ هناك مؤشرات تُلاحظ لحدوث تغيرات على سطح الأرض، إنّما دعونا نتريث ونقول أنّها فترة باردة تمرُّ على الأرض حالياً، لذلك لا يُمكنني سوى اعادة طرح السؤال الصعب:

هل دخلت الأرض عصراً جليديّاً مصغّراً؟!

أحمد هاجر - ٢١-١-٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق