العوامل المؤثرة على توزّع السكان


يتوزع السكان بشكل غير متفاوت على الكرة الأرضية، وذلك وفقاً للعديد من العوامل التي تتداخل بين الطبيعية والاقتصادية. وأبرز هذه العوامل هي:

-       الموقع بالنسبة للبحر: إذا كانت المناطق القاريّة منفّرة للسكان، فإنّ المناطق التي تقع بالقرب من البحار تُعتبر ملائمة لتمركز السكان، نظراً لدور المياه في تلطيف المناخ، وإمكانية بناء شتى أنواع المرافئ لا سيّما التجارية والتي تستقطب السكان للتمركّز بالقرب منها.
-       التضاريس: يُقصد بها أشكال سطح الأرض من جبال وسهول وصحاري وأودية. وتُعتبر الجبال مناطق منفرة للسكان بسبب وعورتها وانحدارها وقساوة مناخ المناطق المرتفعة منها، فيما تشكّل السهول عامل جذب للسكان بسبب سهولة إقامة شبكات المواصلات عليها، وإمكانيّة استغلالها في الزراعة خاصّة تلك التي تنتشر فيها التربّات الخصبة كالتربة الفيضيّة.
 -       المناخ: يتمركز غالبيّة السكان في الأقاليم المناخيّة المعتدلة نظراً لأنّ المناخات المتطرّفة طاردة للسكان. فالمناطق التي تسودها الحرارة المرتفعة ترتفع فيها الرطوبة، ما يؤدّي لانتشار العديد من الأمراض والأوبئة كما في مناطق الغابات الاستوائيّة مثل غابة الأمازون. أمّا المناطق شديدة البرودة فيُعيق تحرّك السكان، ويزيد من انتشار الأمراض الصدريّة بينهم، كما يصعبُ نموّ المحاصيل الزراعيّة في تلك المناطق لا سيّما تلك التي تكون مُغطاة بالجليد مثل المناطق القطبيّة.
 -       المياه العذبة: تُشكّل الأنهار عامل جذبٍ للسكان نظراً لأهميّتها في حياة الانسان، إذ يستفيد منها بالشرب وري المزروعات ومختلف الاستخدامات المنزليّة والصناعيّة، ولتوليد الطاقة الكهربائيّة. لذلك تقلّ التجمعات السكانيّة في المناطق التي تفتقر للمياه كالصحارى، حيث كان سكن الانسان فيها ينحصر في الواحات وحيث تظهر المياه الجوفية.
-       الموارد الطبيعية: رغم أنّ الكثير من المناطق على سطح الأرض تعتبر طاردة للسكان، إلّا أنّ توافر الموارد المعدنيّة ومختلف مصادر الطاقة في بعض المناطق يجعل من هذه المساحات نقطة جذبٍ للسكان نظراً لأهميّتها الاقتصاديّة وحاجتها للأيدي العاملة.

لا يُمكن فصل العوامل الطبيعيّة عن العوامل الاقتصاديّة، فهذه الأخيرة تُعتبر أساسيّة في تركّز السكان في إحدى المناطق على سطح الأرض، كما يبرز أيضاً تأثير للعوامل الديموغرافيّة (كالنموّ السكاني..)، والعوامل السياسيّة (كاللجوء السياسي..) والعوامل الدينيّة (مثل تأثير المدن المقدسة في جذب السكان..).

أهميّة الغلاف الجوي


يُؤمّن الغلاف الجوي حاجة الكائنات الحيّة من غاز الأوكسجين الضروري لتنفسّها، كما يقوم بحماية كوكب الأرض من الشهب والنيازك التي تحترق قبل وصولها إلى سطحها. أيضاً يُشكّل الغلاف الجوي درعاً يحمي الأرض من الأشعة الضارة ما فوق البنفسجيّة التي تعكسها طبقة الأوزون نحو الخارج. وحين يقوم الغلاف الجوي بعكس الأشعة الشمسيّة خلال النهار فإنّه بمقابل ذلك يمنع تبدّد الأشعة الحراريّة الأرضيّة خلال الليل ويحفظها داخل الأرض ما يؤمن التوازن الحراري الضروري للحياة. أيضاً فإن الغبار المنتشر في الغلاف الجوي له دورٌ أساسيّ في تكاثف بخار الماء حوله وبالتالي تكوّن الغيوم وتساقط الأمطار.


رغم أهميّة الغلاف الجوي بالنسبة للأرض فإنّه يتعرّض للتلوّث الناجم من عدّة مصادر، والذي يؤدّي للعديد من المشاكل منها: ترقّق طبقة الأوزون، وارتفاع حرارة الأرض والتغيّر المناخي الذي يساهم بذوبان جليد القطبين وارتفاع مستوى البحار والمحيطات ثمّ غرق بعض المناطق الشاطئيّة مستقبلاً. أيضاً ساهم هذا التغير الناخي في انخفاض انتاجيّة النباتات، وتدنّي العليقات في الماء التي تتغذى منها الكائنات البحرية فانخفض عددها وتراجعت الثروة السمكيّة. كما ساهم التلوّث بانتشار الأمراض بين الناس لا سيّما أمراض الجلد والسرطان والعيون.


مكونات الغلاف الجوي


يحيط الغلاف الجويّ بالكرة الأرضيّة، فهو يُشكّل جزءاً منها يدور معها، وهو يتألف من غازات، وأجسام صلبة وبخار ماء.

يُعتبر غاز النيتروجين أو الآزوت هو أكثر الغازات تواجداً في الغلاف الجوي، حيث تبلغ نسبته 87%، فيما يأتي الأوكسجين بالمرتبة الثانية بنسبة 21%، ويتبقى نسبة 1% من الغازات تُشكّلها باقي الغازات وأبرزها الهيدروجين وثاني أوكسيد الكربون.


أما الأجسام الصلبة التي تُعتبر ضروريّة لتكاثف بخار الماء حولها فهي تأتي من عدّة مصادر أبرزها: غبار الشهب والنيازك المحترقة في طبقات الجو العليا، ورماد البراكين، والغبار المتناثر بفعل حركة تعرية الرياح، بالإضافة للملوّثات البشرية المتمثّلة بدخان المنبعث من المصانع والسيارات وغيرها من الأجهزة التي تُلوّث الهواء.