لبنان يحترق لماذا؟

خريطة أخطار الحرائق صادرة عن الدفاع المدني
لا ريب أنّ نشاط السكان في جمع وإنتاج الحطب في هذه الفترة من السنة قد يكون مُسبباً أو شرارة لما حدث! وقد يكون الحريق مفتعلاً في منطقة محدّدة، إنّما مع هذا الانتشار الكبير لا بُدّ من النظر في العوامل الطبيعيّة المرافقة:

تأخّرت الأمطار، وسيطر الجفاف الشديد، فيبست الأشجار، ثم هبّت رياحٌ جافّة وحارّة أدّت لارتفاع الحرارة لتُقارب ال ٣٨ درجة مئويّة. مع غياب أو إهمال تشحيل الكثير من الأشجار، اندلعت النيران في عدّة مناطق من الشمال للجنوب، ثمّ فاقم الأمر اشتداد سرعة الرياح التي فاقت أحياناً ٨٠ كلم في الساعة، لتنتشر النيران بشكلٍ مُريع. 

نزل المطر مساء، فأخمد الكثير من الحرائق واستفقنا على مساحة متضرّرة تجاوزت المليونيّ متر مربع - وربّما تصل المساحة لأكثر من ذلك- مع احتراق مساحاتٍ زراعيّة شاسعة، وآلاف الأشجار الطبيعيّة كالسنديان، والصنوبر، والشربين ... مع خسائر ماديّة كبيرة جدّاً. 

كان الله في العون، والخلاصة دوماً وسط أيّة المأساة، نحن نعيش في ألطاف الله 😢

نبذة عن موقع لبنان وأهميته الاقتصاديّة

يقع لبنان في جنوب غرب آسيا، في المنطقة المعتدلة الشمالية، ويتوسّط الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. وهو يقع بين خطي طول 35 ْو 37 ْ شرق غرينتش، وبين دائرتي عرض 33 ْ و 35 ْ شمال الإستواء.


تبلغ مساحته 10452 كلم2، فيما يحدّه من الشمال: النهر الكبير الجنوبي الذي يفصله عن سوريا، وكذلك حدوده الشرقية التي تفصله عن سوريا قمم سلسلة جبال لبنان الشرقيّة، وبينما تفصله عن فلسطين في الجنوب خطاً ويمتد من رأس الناقورة حتى حدود قضائي صور ومرجعيون مع محافظة النبطية.

منذ القِدم يُعتبر اللبناني تاجراً بالفطرة، لذلك نشطت قطاعات التجارة والخدمات في لبنان، وتطوّرت الموانئ التجارية في لبنان، وقد ساهم في اكتساب لبنان لتلك الأهميّة الاستراتيجية في التجارة والمواصلات نظراً لتوسطه قارات العالم القديم، فهو يُعتبر جسر اتصال بين الغرب الصناعي المتطوّر، والشرق الذي يمتلك موارد طبيعية ضخمة. كما ساعد الانتشار اللبناني في مختلف القارات على تعزيز الدور الثقافي الذي يلعبه لبنان بين دول العالم.

العولمة



يُقصد بالعولمة عمليّة تحويل المجال العالمي إلى قرية كونيّة صغيرة، عبر إزالة جميع الحواجز-لا سيّما الجمركيّة- أمام السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأشخاص والمعلومات وتسهيل انتقالها بين مختلف مناطق ودول العالم.

وتُساهم العديد من العوامل في سرعة انتشار العولمة وتبنيها بين دول العالم، فقد أدّى تطور تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات إلى ربط جميع المناطق على الكرة الأرضيّة، وساهم بسرعة تنقل الأفراد والسلع وتدفق المعلومات. 
كما قامت  الشركات متعددة الجنسيات بالسعي الى فتح فروع لها في مختلف الدول وهذا ما أدّى إلى فرض هذه الشركات على الكثير من دول العالم قوانين تناسبها وتتماشى مع أهدافها الساعيّة إلى الربح وتحرير التجارة. أيضاً ظهرت العديد من  التكتلات الاقتصادية الاقليمية التي تهدف بالدرجة الأولى إلى التبادل التجاري الحر بين دولها الاعضاء. فيما تهتم المؤسسات المالية العالمية بإلغاء القيود أمام جميع المبادلات التجارية، وذلك عبر تقديم المساعدات والقروض للدول إنما شرط تحرير اقتصادها.

تأخذ العولمة العديد من الأشكال التي يُمكن تبسيطها عبر الجدول التالي:

خلّفت العولمة العديد من النتائج، منها الإيجابيّة ومنها السلبيّة. وهذه متاهة لنتائج العولمة يُمكنكم بعد حلّها من التميّز بين تلك النتائج الإيجابية أو السلبيّة.