أسباب انتشار الصناعة في سهل البقاع



ازدادت المصانع في المنطقة الداخليّة من لبنان، وهي قد تركّزت بالأساس بالقرب من نهر الليطاني، وقد كان لهذه الفورة الصناعيّة عدّة عوامل داخليّة وخارجية.

فالحرب الأهلية تُعتبر عاملاً أساسيّاً في انتقال المصانع من بيروت نحو الداخل هرباً من حالة انعدام الأمن آنذاك. أيضاً ساهم رخص الأراضي والمساحات في سهل البقاع بجذب العديد من المستثمرين لإقامة المصانع. كما كان توفّر المواد الأولية الزراعيّة التي يُمكن استخدامها في الصناعة، سبباً رئيسيّاً في نشوء الصناعات الغذائيّة في المنطقة الداخليّة، مثل معامل تجفيف الخضار والفواكه ومصانع تعبئة منتجات الحليب ومشتقاتها.
أيضاً أسهم تدني قيمة العملة المحليّة وانخفاض أجور العاملين في القطاع الصناعي في إكساب القطاع الصناعي قدرة تنافسيّة عاليّة في الأسواق الداخليّة والخارجيّة أيضاً، وذلك بسبب دور ذلك في انخفاض كلفة الانتاج الصناعي وبالتالي تدني سعر السلع الصناعيّة.

أمّا العوامل الخارجيّة فتتمثّل بالاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 وما تبع ذلك من تهدّم للمصانع، وبالتالي قام أصحابها بنقل هذه المؤسسات الصناعيّة نحو البقاع.  أمّا مع عودة الأمن إلى لبنان فقد رغب العديد من المغتربين إمّا بالعودة للاستقرار فيه والاستثمار في القطاعات الانتاجيّة، أو بتأسيس مشاريع صناعيّة رابحة في لبنان من أجل الاستفادة من تنمية رأسمالهم الذي جنوه في الخارج. كما كان لارتفاع الطلب على مواد البناء من قبل الدول النفطية العربيّة تأثيرٌ كبيرٌ على نشوء عدّة معامل مختصّة بهذا المجال.

أخيراً فإنّ هذا الانتشار العشوائي للمصانع في البقاع قد أسهم في إيجاد العديد من المشكلات أبرزها تدمير العديد من المواقع الأثريّة وتشويه المواقع الطبعيّة، بالإضافة إلى الخطر الأكبر في البقاع المتمثّل بتلوّث مياه نهر الليطاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق