الهجرة اللبنانيّة


يُقدّر عدد المغتربين من أصل لبناني والمنتشرين في أرجاء العالم بحوالي 18 مليون شخص، وتحتلّ البرازيل المرتبة الأولى بأعدادٍ تقدّر بعشرة مليون مغترب. ومؤخراً وخلال فترة الحرب الأهليّة أشارت الدراسات إلى هجرة 900 ألف شخص من لبنان، بينما أصبح عدد المهاجرين سنوياً بمعدّل 72 ألف مهاجر.

منذ العهدِ الفينيقيِّ بدأت هجرةُ سكانِ شرقِ المتوسطِ عبرَ البحار، إذ بَرَعوا بالتجارة، واخترعوا الأبجديّة ثمّ انتشروا في مختلفِ أنحاءِ المعمورةِ وأسسوا المستعمراتِ في مختلفِ أصقاعِ الأرض.
منذ العام 1860 تحوَّلتِ الهجرةُ في جبلِ لبنان من غرضِ التجارةِ وطلبِ الرزقِ إلى الهربِ من الحروبِ والاضطهاداتِ والفتنِ الطائفيةِ التي كانت تعصِفُ في البلاد.
قُبَيلَ الحربِ العالميةِ الأولى نَشِطَتِ الهجرةُ اللبنانيّةً إلى قارةِ أميركا، حيث اشتَهروا في البرازيلِ بإسم تجارِ الكشّة، وذلك لأنَّهم كانوا يحمِلون صُندوقاً خشبيّاً فيه أغراضٌ متنوعةٌ يقومون ببيعِها في شوارعِ المُدُنِ والأرياف.
مع الوقت، تحسَّنَ وَضعَهُمُ المَعِيشيِّ وانتقلوا لفتحِ محلَّاتٍ تجاريةٍ اشتُهِرَت بشكلٍ سريع، كما وصلَ الكثيرُ منَ اللبنانيين إلى تسلُّم مراكزَ عاليّة وهامّةً في بلدان الاغتراب.
اليوم، ومع ضيقِ فُرَصِ العملِ والأزمةُ الخانقةُ التي يعيشُها السكانُ لا تزالُ الهجرةُ آخذتً بالازدياد، بلّ لقد أصبَحَ لقَبُ مُهاجِر هو حلمُ كلِّ لبناني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق