القهوة

قُهفه، كافيه، كوفي، القهوة .. هي أسماء لمادة واحدة يُقال أن أصل تسميتها تعود إلى منطقة كافا الواقعة في جنوب المرتفعات الأثيوبية. ويُعتقد أنّ قبائل الأورمو هي أول من تناول حبوب القهوة مثل تناول المكسرات. بينما تحكي إحدى الأساطير عن راعٍ عاش في القرن العاشر يُدعى كالدي لاحظ أنّ ماشيته يزداد نشاطها بعد تناولها لثمرة إحدى الأشجار، وبعدما تناولها أخبر بها عمّه الراهب، لكنّهم ألقوا بها في النار خوفاً من الأرواح الشريرة، رائحتها التي فاحت بعد ذلك جعلتهم يغيروا رأيهم ويتناولوها ثم بدأوا يعتمدها لتحضير شراب يُبقيهم منتبهين أثناء صلواتهم.

انتقلت هذه الثمرة إلى اليمن لتبدأ زراعتها في القرن الخامس عشر، ومن ميناء "المُخا" تمّ تصدير حبوب القهوة إلى بلاد فارس، مصر، تركيا، أوروبا، اميركا وأندونيسا وسائر بلاد العالم، وبينما تمّ افتتاح أول مقهى في منتصف القرن الخامس عشر في اسطنبول، تأخر افتتاح المقاهي في أوروبا إلى سنة 1650 في انكلترا بعد موافقة البابا كيلمنت على شرب القهوة التي عارضها رجال الدين آنذاك.

حاليّاً يعتمد أكثر من 120 مليون عامل على زراعة وإنتاج البن كمصدر أساسي لدخلهم، وهم يعملون في مزارع البُن التي تنتشر في المناطق الاستوائيّة بالأساس، وفي المناطق المدارية أيضاً. وتُعتبر البرازيل

الدولة الأولى بإنتاج القهوة بما يزيد عن 3 مليون طن سنوياً، وهي تُنتج 30% من الانتاج العالمي للقهوة وفيها يوجد  300 ألف مزرعة بن. ثمّ تأتي فيتنام في المركز الثاني بإنتاج القهوة بقرابة 2 مليون طن سنوياً،  ثمّ كولومبيا ب 0.8 مليون طن، فاندونيسيا ب 0.6 مليون طن سنوياً.


تُعتبر الولايات المتحدة الأميركية هي المستورد الأول للقهوة في العالم، ففي العام 2015 فاقت عائدات القهوة في الولايات المتحدة ال 200 مليار دولار. أيضاً تحتل تجارة القهوة المرتبة الثانية عالمياً بعد تجارة النفط  إذ يبلغ حجم للتجارة العالمية للقهوة أكثر من 12 مليار دولار سنوياً. ولذلك تمّ إنشاء المنظمة العالمية للقهوة
ICO من أجل تنسيق تجارة القهوة بين الدول.

أخيراُ تستهلك البشرية أكثر من 400 مليار فنجان القهوة سنوياً، لذلك يعتبره الكثيرون مشروب سعادتهم الصباحي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق