تمرّد خادمة


رأيته منذ قليل حزيناً، مكفهرّ الوجه، معقود الحاجبين، يمشي مطأطأ الرأس، وكما يبدو أنّه يُكلّمُ نفسه كالمجنون!! 
بادرته بالسلام، فعلا صوته، وأرعد وأزبد: 

- إليك عنّي، فأنا لم أعد أطيق نفسي!! 

- ما لك يا رجل؟! أموجوعٌ أنت من مرضٍ لا سمح الله؟!

- لا لا .. الحمد لله!!

- هل عليك دين؟! قلّ لي بالله عليك إن احتجت لأي مساعدة!!

- المال وفير، فقط أنا متضايق. اتركني في حالي!

- أتمنى ألّا يكون قد توفيّ لك قريب!!

- آه، الحمد لله الجميع بخير!

- إذا لم يبقى سوى حادث سيارة! صحيح؟!

- لا أبداً، قلت لك فقط مزعوج من هذه الحالة!

- حالة .. أي حالة؟! انتظر، لا تقل لي أنّك كنت في زيارة للطبيب النفسانيّ وتُعاني من أمراض الاكتئاب مثلاً؟!!

- يا أخي إليك عنّي!! سأصاب بالجلطة بعد قليل، بحسب كلامك!!

- يااه نسيتها هذه. إذاً بالله عليك لتُخبرني بما يُضايقك!!

- حسناً، لا أعرف كيف سأتصرّف مع خادمتي الفليبينيّة، فهي ترفض القيام بأيّ عمل بعد خسارة منتخبها، حتى بتّ أخشى أنّ تطلب العودة لبلادهاا!!

أحمد هاجر- 19-8-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق