العاصفة ورغبتي بالكتابة



في كل عاصفة تأتي، تنتابني رغبة جامحة لإمساك قلم وورقة أسير بهما تحت زخات المطر. لكنّ للأسف ما إنّ أبدأ بتدوين أفكاري حتى تبتل بالمياه، أو تطير أوراقي مسرعة مع الرياح العنيفة. والنتيجة أنّي أبقى وقتاً طويلاً ألملم ما تطاير من أوراق، أو أحاول تذكر ما محاه البلل، ومن ثم أتأسف على خسارتي تلك الخواطر المتلاحقة. 

من المعروف أنّ من أساليب الحوار الناجحة هو التّماهي مع حركات من تحاوره. من هنا يُُحب الناس
 أوقات الشتاء وهم يرونها بمنظار القتامة، والسودايّة. ربما يعود سبب الحبّ هذا إلى حالة التماهي بين نظرتهم السلبيّة لدنياهم وحالة الطقس السائدة!!

في الحقيقة لست أدري مغزى هذا الترابط الوثيق بين المياه والكتابة: في فصل الشتاء، تحت الأمطار المتساقطة، وأمام شاطئ البحر، مع ارتشاف كوب ساخن .. إنّه الجو الأكثر ملائمة ليسرح المرء في خياله.
هذا الخيال هو الذي يُحوّل جميع هذه العناصر المحمومة التي تجدها أمامك إلى أبطال لقصص يبتكرها، وينسجها كيفما تريد. وما عليك سوى أن تسكب فيها من المعاني التي ترغب بها. !!!

كيفما كانت رؤيتك أنت للأحوال العاصفة، وشعورك بالريح، وإحساسك بالمطر، وانبهارك بالبرق، وانزعاجك من غضب الرعد، وتأفأفك من تلبد الغيوم، وانكماشك جراء البرد ....

في خضمّ كلّ ذلك، لا بد أن توقن أن هذا هو الوقت الأمثل للدعاء ... !!!!

وهنا أتساءل عن نورس صغير يظهر في الصورة، هل له دعوة غير سمكة يسدّ بها جوعه؟!! 


أحمد هاجر- ١-١٢-٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق