لا أؤمن بالطاقة وفق ما يُنظّر لها في الدورات التدريبيّة، لكنّي أؤمن أنّها سالبة وموجبة، وأيّ الشحنتين تطغى فهي لها التأثير الأكبر على اتزان شخصيّة الانسان. ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول العمل على زيادة منسوب الايجابيّة عبر الأعمال التي تُقلّل من شحنات التوتّر والعصبيّة مثل التعامل مع الطبيعة، الكتابة، الرياضة .. غير أنّ أهمّها بالنسبة لي هي الجلوس أمام البحر، الذي يملك قوّة كبيرة ساحرة تُعطي الانسان الصبر والهدوء.
- ما سرّ هذا الهدوء الذي لديك؟!
- أنا لست هادئاً، بل أحاول أن أكون هادئاً!
- حسناً، وكيف يُمكنني أن أكتسب هذا الهدوء؟!
- بالقيام بالأعمال التي تُحبينها، بالنسبة لي التأمل في أفق البحر هو أهمّ ما أستمدّ منه هدوئي!
كان هذا حوارٌ دار بالأمس مع زميلتنا زينة، وربّما من قبيل الصُدف أن يتبع ذلك بساعات بداية غضب لم يغلِ بداخلي منذ سنوات. وسببه اعتياديّ: شدّة صخب الموسيقى في الباص.!!
أفهم أن يلجأ الانسان إلى التصفيق والغناء والرقص ليدخل في حالة السرور، بلّ أنّ بعض ذلك ممّا يُعطي نشاطاً وحيويّة في النفس، لكنني أشفق وبشدّة على من يظنّ أنّه قد يجد الفرح في شاكلة "جنّوا طنوا"، دون أن يجد الجنون إليه طريقاً. وكم هو مسكين هذا الذي لا يعرف كميّة الطاقة السلبيّة الكبيرة التي تزرعها هذه الأنواع من الموسيقى الصاخبة في نفسه.!
من المتعارف عليه علميّاً أنّ مستوى الصوت الذي ترتاح إليه الأذن البشريّة هو 85 ديسبيل، وكلّ ما فوق ذلك فهو يُشكّل خطراً على السمع، وبالتالي بالنسبة لنا هو مصدر للتلوّث السمعي!
تخيّلوا أنّكم تسمعون صوت مثقاب كهربائي لمدّة ساعة ونصف الساعة، ما الذي ستقولونه بينكم وبين أنفسكم؟! -هذا إن لم تبدأوا بالسباب والشجار، و"مخانقة دبّان وجهكم"-. حسناً هل تعلمون أنّ شدّة هذا المثقاب هو 100 ديسبيل فقط، في حين أنّ شدّة الموسيقى الصاخبة تفوق ال 120 ديسبيل؟! وهي تقارب بقليل شدّة صوت المدفع، لكنّ هذا المدفع قد يسمعه الانسان مرّة واحدة خلال أجزاء من الثانية، ومع ذلك يُشعرهُ هذا الصوت بألم في أذنيه.
من المؤكّد أنّ الكثيرين منّا يتعرضون يوميّاً لشتّى مصادر التلوّث الضوضائي، وهذا ما يُفقدنا القدّرة المؤقّتة على السمع، لكنّ هناك مستويات نتعرّض لها تتطلّب منّا مراجعة الأطباء لإجراء فحص لسمعنا، لا سيّما وأن فقدان السمع يحصل عند التعرّض لأصوات تفوق شدّتها 165 ديسيبل. المؤسف في الأمر، أنّنا حين نتعرّض لفقدان مؤقّت في السمع، نقوم لا شعوريّاً برفع الصوت ظانّين أنهّ هو الذي انخفض.!!!
- ما علاقة مقدّمات الصوت هذه، بالطاقة والهدوء؟!
وُجدت الموسيقى حسب علمي لتهذيب النفس وترويضها لا لزرع الخبل فيها، لذلك يرتبط شعور الانسان بالراحة بنوعيّة ما يسمع، ومن هُنا فإنّ حفيف الأوراق، وخرير المياه، وزقزقات العصافير هي موسيقى طبيعيّة تُضفي على النفس السكينة وتمدّها بالهدوء، وبعض الإيجابيّة.
بالأمس، أؤكّد أن العديد قد انزعج من مستويات الصوت المرتفعة، خاصّة وقد فاقت مدّة تعرّضنا لهذا الصخب السبعون دقيقة متواصلة -وصدقاً لا أدري كيف استطعنا جميعاً تحمّل هذه الأجواء؟!- لم أُخف انزعاجي، لكنّ لفتني ما تذكّرته الآن من إجابة بعض الزملاء والسائق حين انفعلت أمامهم: "لم نكن نسمعك"!!!!!!!!!!!!!!!!!
للصراحة كنت أظنّ أنّ هذا المردود السلبيّ سيزول باكراً لا سيّما بعد المشي ليلاً لمدّة تجاوزت النصف ساعة.! لكنّ أن يجد المرء نفسه يبدأ منذ استيقاظه بالصراخ دون أيّة أسباب، فهذا أمرٌ عجيب، لا بل هو أحد مؤشّرات تراكم هذه الطاقة السلبيّة لديّ.
لذلك وجدّت نفسي مدينٌ بالاعتذار لمن انفعلت أمامهم دون وعي، وأنا أجلس على شاطئ البحر أريح سمعي بأصوات النوارس، وتدفق الموج والنسمات.
أخيراً، من المُضحك، قول أ. ربيع: "بتُّ الآن أفهم حجم المعاناة التي تعكسها في كتاباتك"!!!
أحمد هاجر- 5-12-2017
- ما سرّ هذا الهدوء الذي لديك؟!
- أنا لست هادئاً، بل أحاول أن أكون هادئاً!
- حسناً، وكيف يُمكنني أن أكتسب هذا الهدوء؟!
- بالقيام بالأعمال التي تُحبينها، بالنسبة لي التأمل في أفق البحر هو أهمّ ما أستمدّ منه هدوئي!
كان هذا حوارٌ دار بالأمس مع زميلتنا زينة، وربّما من قبيل الصُدف أن يتبع ذلك بساعات بداية غضب لم يغلِ بداخلي منذ سنوات. وسببه اعتياديّ: شدّة صخب الموسيقى في الباص.!!
أفهم أن يلجأ الانسان إلى التصفيق والغناء والرقص ليدخل في حالة السرور، بلّ أنّ بعض ذلك ممّا يُعطي نشاطاً وحيويّة في النفس، لكنني أشفق وبشدّة على من يظنّ أنّه قد يجد الفرح في شاكلة "جنّوا طنوا"، دون أن يجد الجنون إليه طريقاً. وكم هو مسكين هذا الذي لا يعرف كميّة الطاقة السلبيّة الكبيرة التي تزرعها هذه الأنواع من الموسيقى الصاخبة في نفسه.!
من المتعارف عليه علميّاً أنّ مستوى الصوت الذي ترتاح إليه الأذن البشريّة هو 85 ديسبيل، وكلّ ما فوق ذلك فهو يُشكّل خطراً على السمع، وبالتالي بالنسبة لنا هو مصدر للتلوّث السمعي!
تخيّلوا أنّكم تسمعون صوت مثقاب كهربائي لمدّة ساعة ونصف الساعة، ما الذي ستقولونه بينكم وبين أنفسكم؟! -هذا إن لم تبدأوا بالسباب والشجار، و"مخانقة دبّان وجهكم"-. حسناً هل تعلمون أنّ شدّة هذا المثقاب هو 100 ديسبيل فقط، في حين أنّ شدّة الموسيقى الصاخبة تفوق ال 120 ديسبيل؟! وهي تقارب بقليل شدّة صوت المدفع، لكنّ هذا المدفع قد يسمعه الانسان مرّة واحدة خلال أجزاء من الثانية، ومع ذلك يُشعرهُ هذا الصوت بألم في أذنيه.
من المؤكّد أنّ الكثيرين منّا يتعرضون يوميّاً لشتّى مصادر التلوّث الضوضائي، وهذا ما يُفقدنا القدّرة المؤقّتة على السمع، لكنّ هناك مستويات نتعرّض لها تتطلّب منّا مراجعة الأطباء لإجراء فحص لسمعنا، لا سيّما وأن فقدان السمع يحصل عند التعرّض لأصوات تفوق شدّتها 165 ديسيبل. المؤسف في الأمر، أنّنا حين نتعرّض لفقدان مؤقّت في السمع، نقوم لا شعوريّاً برفع الصوت ظانّين أنهّ هو الذي انخفض.!!!
- ما علاقة مقدّمات الصوت هذه، بالطاقة والهدوء؟!
وُجدت الموسيقى حسب علمي لتهذيب النفس وترويضها لا لزرع الخبل فيها، لذلك يرتبط شعور الانسان بالراحة بنوعيّة ما يسمع، ومن هُنا فإنّ حفيف الأوراق، وخرير المياه، وزقزقات العصافير هي موسيقى طبيعيّة تُضفي على النفس السكينة وتمدّها بالهدوء، وبعض الإيجابيّة.
بالأمس، أؤكّد أن العديد قد انزعج من مستويات الصوت المرتفعة، خاصّة وقد فاقت مدّة تعرّضنا لهذا الصخب السبعون دقيقة متواصلة -وصدقاً لا أدري كيف استطعنا جميعاً تحمّل هذه الأجواء؟!- لم أُخف انزعاجي، لكنّ لفتني ما تذكّرته الآن من إجابة بعض الزملاء والسائق حين انفعلت أمامهم: "لم نكن نسمعك"!!!!!!!!!!!!!!!!!
للصراحة كنت أظنّ أنّ هذا المردود السلبيّ سيزول باكراً لا سيّما بعد المشي ليلاً لمدّة تجاوزت النصف ساعة.! لكنّ أن يجد المرء نفسه يبدأ منذ استيقاظه بالصراخ دون أيّة أسباب، فهذا أمرٌ عجيب، لا بل هو أحد مؤشّرات تراكم هذه الطاقة السلبيّة لديّ.
لذلك وجدّت نفسي مدينٌ بالاعتذار لمن انفعلت أمامهم دون وعي، وأنا أجلس على شاطئ البحر أريح سمعي بأصوات النوارس، وتدفق الموج والنسمات.
أخيراً، من المُضحك، قول أ. ربيع: "بتُّ الآن أفهم حجم المعاناة التي تعكسها في كتاباتك"!!!
أحمد هاجر- 5-12-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق