ملك الطيور


لمحته من بعيد يمشي مختالاً بريشه. اقتربت منه وألقيت السلام، ثم قلت مستهزئاً: 
- إنّ الله لا يُحبّ كلّ مختال فخور! 

نظر إلي بازدراء وقال: ويحك .. أيُقال هكذا لملك الطيور وطائر الملوك!

- ملك !! ما أنت إلّا طائر استوائيّ لا تعرف سوى التباهي بذيلك الذي تكنس به هذه الأرض خلفك.

ما كان منه إلّا أن صرخ، فتعالت لقلقات اللقالق، وهدهدات الهداهد، وبلبلات البلابل .. حتى لم يبق طيرٌ بالقرب منّا إلّا وصاح بصفير الاستهجان.! فخفت -صراحة- أن تنقضّ عليّ النسور الواقفة في الطرّف المقابل فتنهشني وتحيلني عظماً، فبلعت ريقي وأردفت بالقول:

- العفو منك، فلم أعتد مخاطبة الملوك!

- اسمع، أنا لست ملكاً فقط، بل أنا أجمل المخلوقات وأكثرهم رونقاً. أنا من يُسارع البشر لإمتاع أبصارهم بمرآي، ومع كلّ ذلك لستُ سوى طائر هندي يقتات من الحبوب والفواكه والحشرات.

- ما شاء الله، يا لتواضع الملوك!

- هذا كلامٌ جميل، لذلك اسمع، يُقال أنّ ريشتي تجلب الحظ الحسن لحاملها، هيا خذ واحدة منها لكن خبّئها جيداً ولا تخبر أحداً!

فتحت فاهي لأشكره، فإذ به يفرد مروحته أمام طاوسته، فصحت في الهواء:

- أضاعت الريشة!!

أحمد هاجر- 17-4-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق