مأساة مجموعات الواتس أب



في الماضي القريب كانت المواعيد الهاتفيّة تمهد للاجتماعات، والتي تُقام غالباً على طاولة سداسيّة الكراسي أو أكثر من ذلك بقليل، ويتولى هذا التنسيق غالباً موظّف العلاقات العامّة، التي كانت تُعتبر من أهمّ الوظائف.!!

اليوم، إذا كنتم تريد إقامة رحلة، اجتماع فطور، غذاء في مطعم، زيارات عائليّة، ارتباطات جامعيّة، مواعيد مدرسيّة ... كلّها تُفتح لها غروبات طارئة على الواتس أب، بل حتّى أنّ الأحاديث الجانبيّة
والاتفاقات الثنائيّة بين أعضاء المجموعة الواحدة يتمّ إنشاء لها غروبات جديدة متفرّعة عنها!!!!

بعد انسحابي من غالبيّة مجموعات الواتس أب منذ بداية هذه السنة، مُبقياً على عدد لا يتجاوز أصابع اليدين، وجدت نفسي اليوم، وبشكل فجائيّ منذ الصباح الباكر مُضافاً على العديد من المجموعات الواتسأبيّة، منها ما يُقارب العشرة مجموعات هدفها تنسيق اجتماعات، وتحضير مواعيد قادمة!!!

مع تسائلي الدائم عن الآليّة التي يعتمدها الناس لإيجاد فسحة واسعة من الأوقات للمشاركة بهذه المجموعات، ومع رؤيتي السلبيّة تجاه الواتس أب كتطبيق متخلّفٍ عن العديد من التطبيقات المماثلة، فأنا لم أكن يوماً موافقاً على اعتبار هذه الطريقة بديلاً رسميّاً لأيّ اجتماعات مصيريّة أو وسيلة تبليغ في ميدان العمل .. لكنّي صراحة لم أعد أتعجّب من هذه الطريقة بالتفكير والتحضير لكافة أمور حياتنا واجتماعاتنا، بل صرت أضحك على ذلك منذ حدوث: الانقلاب الفاشل في تركيا الذي خُطط له على مجموعة واتس أب .. !!!!

والآن .. أعرف جيّداً أنّ اهتمامكم الكبير هو بتلك المجموعات التي تهدف لشرح المعلومات المدرسيّة على الواتس أب!!! 

أحمد هاجر- 12 أيلول 2017

أحمد 😂

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق