الكلاسيكو وتلفزيون لبنان


على وقع دويّ المفرقعات والألعاب الناريّة التي انطلقت فجأة قاطعة سكون هذه الليلة الهائجة بهوائها، والغائمة بسمائها، استيقظت أم أحمد مذعورة من نومها، لتنطلق هائمة بين غرف بيتها صائحة: 

- ما الذي حدث؟! من الذي يُطلق الرصاص؟! 

- إنّهم فرحون بفوز برشلونة في موقعة الكلاسيكو الدوريّة! -أجابها زوجها بقهقهة عاليّة- 

كانت صفوف المشجّعين قد انتظمت، وتحولّت إلى مسيرات سيّارة، مصحوبة بأبواقهم الصاخبة التي لا تجلب لهم سوى اللعنات من بكاء الصغار الفزعين من نومهم، ومن أهاليهم المذهولين.
وجدتّها المرأة فرصة للخروج إلى شرفة منزلها، لتسأل الأرتال المارّة أمامها:

- شو يا شباب، طمنونا ربحانين أم خسرانين؟!

لم تهتم كثيراً بتفاوت الإجابات بين من اعتبر أنه ربح بثلاثة أهداف، ومن خسر بثلاثة أهداف، إذ أصبح بإمكانها النوم بعدما عرفت النتيجة.
وما إن قطعت الردهة لتدخل غرفة نومها حتى استغربت سؤال زوجها، عن نتيجة المباراة، وهو المفترض أنّ سهره كان لحضورها، لكنّها ما لبثت أن ضحكت من إجابته:

- كنت أستمتع بمشاهدة أمسية موسيقيّة على تلفزيون لبنان!

أحمد هاجر- 23-4-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق