كانت مياه البحر تنساب رقراقة، هادئة، صافية من تحت أقدامي، والجو شاعريٌّ يبعث في النفس الطمأنينة والهدوء. راح السكون يلفّنا بصمته العجيب، وهو لم يقطعّه سوى صيحات متقطعة من النوارس المتخاصمة على مربض صخرة يتّكئون عليها ويستريحون.
فجأة .. ثارت المياه وأزدبت، وهاجت وعلت، لسبب لم أفقه. فالهواء ما يزال ساكناً، وما من سفنٍ تمرُ في الأفق.!!
فكّرت ربما كان السبب الأكثر منطقيّة هو رميُ أحدهم لحجرة في الطرف المقابل للشاطئ الذي أقف عليه!!
- يا لها من فكرة مضحكة، وسطحيّة!! -قالت لي الصخرة التي أقف بقربها-
- ولماذا مضحكة، هذا هو قانون البانيو!! -أجبتها-
- بانيو!! لقد سمعت هذه الكلمة سابقاً، لكن أين؟!
- أين سمعتيها أيّتها الصخرة؟!! أين؟!!
-كانت تسأل نفسها، محاولة التذكّر-
- لا يهم، قانون البانيو يعني ....!!
- تذكرت -قاطعتني- منذ شهرين كان رجلان يقفان بقربي واقترح أحدهما أن يأكلا البانيه!!
- آه .. -قلت لها ببلاهة- وما علاقة البانيه بكلامنا؟!!
- لا أدري، لكن كنت أحاول أن أتذكر أين سمعت الكلمة، وتذكرت!!!!!
- لكنّ البانيه غير البانيو!!!!
- هااه .. وما الفرق؟!
- البانيو هو حوض الاستحمام، أما كلمة بانية فهي فرنسيّة تعني الشيء الأملس والمسطح!!
- آه، إذاً أنا بانيه!! -قالت الصخرة بفرح ظاهر-
- كلّا -صرخت فيها- البانيه هو اسمٌ لطعام .. !!
- حسناً، لا تصرخ بي، وقل لي ما هو قانون البانيه هذا؟!
- البانيو .. البانيو .. حين ترمي حجرة فيه، فإنّ المياه ستتحرك وتنتشر في جميع أرجائه!!! -قلت لها شارحاً هذا القانون-
لكنّي لم أنبس بأيّ كلمة بعد قولها:
- هاااا .. إذا إنّ قانون البيانو هو السبب في أنّ المياه دائماً ما تتحرّك أمامي!!
أحمد هاجر- 8-2-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق