يُقصد بالمنطقة الداخليّة في لبنان، تلك المنطقة الواقعة بعيداً عن
تأثيرات البحر، وهي تشمل السهول الداخليّة مع السفوح الجبليّة المطلّة
عليها سواء في سلسلة جبال لبنان الغربيّة أو الشرقيّة.
يُعتبر
سهل البقاع أكبر السهول الداخليّة بل أكبر السهول في لبنان، وهو ذو أهميّة زراعيّة
كبيرة، فإلى جانب انتشار التربات الخصبة في غالبيّة مناطقه مثل التربة الحمراء،
والتربة السوداء المسماة بالراندزين، فإنّ أكبر الأنهار اللبنانيّة وهو نهر
الليطاني يجري فيه، وهذا ما أدّى إلى انتشار المساحات المزروعة على ضفافه. غير أنّ
التزايد العمراني المتسارع بالقرب منه جاء بطريقة عشوائيّة، بفعل التزايد السكاني
وانتشار المصانع منذ فترة الحرب الأهلية، ونظراً لغياب شبكة صرف صحّي، فقد امتدّت كلّ
المجارير سواء الآسنة أو الصناعيّة لتُرمى في نهر الليطاني، وسرعان ما ارتفعت فيه
نسب التلوث ليُصبح نقمة على سكان البقاع بعدما كان نعمة لهم.
أيضاً
وبما أنّ السهول هي تلك المساحات ذات الانحدار الخفيف، مع وجود تربات خصبة يتمّ
استغلالها بالزراعة، فقد قام السكان بزراعة سهل البقاع منذ القديم، لكنّ التزايد
السكاني والرغبة بتوسيع المساحات الزراعيّة أدّى إلى تحويل بعض المنحدرات الجبليّة
إلى مدرجات ليتمّ استغلالها أيضاً في الزراعة. ولكنّ ذلك كان له أثرٌ سلبيّ في رفع
كلفة الأعمال الزراعيّة على المزارعين.
كما
يواجه المزارعون مشكلتين مناخيّتين تتعلقان بانتشار الجفاف في البقاع صيفاً،
ومشكلة الجليد الذي يتكون شتاء في المنطقة وهذا ما يعيق الأعمال الزراعيّة في
المنطقة الداخليّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق