هرم ماسلو بعد إضافة عليه ملاحظاته الأخيرة |
علمونا أنّ الانسان ينتقل بالتدرّج بين هذا
الهرم عندما يُحقّق حاجاته. فالحاجة للغذاء والماء والمسكن هي أولى الحاجات
الأساسيّة لكل فرد فينا، وحين تُؤمّن هذه الأولويّات يتمّ الانتقال إلى الدرجة
التي تليها: الحاجة للأمان.
لطالما تغنّى البشر بثقتهم بأنفسهم، حتّى
تحوّلت إلى غرور واستكبار بقدرتهم، إنّما -ولحكمة بالغة- انتفضت عليهم الأرض، لقد أصبحت
سلامة البشريّة جمعاء مهدّدة بوباء سريع الانتشار، بكائنٍ خفي جعل كلّ أنواع
الأمان مهدّدة بالفقدان. فتجمّدت كلّ حاجات الناس: إنجازاتهم تبخّرت، أحلامهم تأجّلت،
أغلقت المتاحف والمدارس، توقفت كلّ النشاطات...
لقد طغى الانسان وتجبّر، حتى وصل بطغيانه إلى
أدنى سلم الحاجات، لوّث الهواء، قطّع مساكن الكائنات، فقد الغذاء وهدر المياه. لذلك
بدا الكون يأخذ استراحة ليؤمّن حاجاته الفسيولوجيّة، هو أيضاً يريد أنّ يستعيدها
ليعرف بعدها شيئاً من الامان، ثمّ لينتقل من جديد نحو مرحلة متقدّمة من هرم ماسلو،
تنمو فيه الأرض بتوازن.
هذا الزمن يُعلّمنا أنّ كلّ حاجات البشر: من
حبّ، وإنجاز، واستكشاف، وتعليم، وتأمّل وابتكار ... تُصبح رفاهيّة إذا لم يستطع
الانسان أن يؤمّن حاجاته الأساسيّة. فهل من يُدرك عمق ذلك؟