يتوزع السكان
بشكل غير متفاوت على الكرة الأرضية، وذلك وفقاً للعديد من العوامل التي تتداخل بين
الطبيعية والاقتصادية. وأبرز هذه العوامل هي:
-
الموقع بالنسبة للبحر: إذا كانت المناطق القاريّة منفّرة للسكان،
فإنّ المناطق التي تقع بالقرب من البحار تُعتبر ملائمة لتمركز السكان، نظراً لدور
المياه في تلطيف المناخ، وإمكانية بناء شتى أنواع المرافئ لا سيّما التجارية والتي
تستقطب السكان للتمركّز بالقرب منها.
-
التضاريس: يُقصد بها أشكال سطح الأرض من جبال وسهول
وصحاري وأودية. وتُعتبر الجبال مناطق منفرة للسكان بسبب وعورتها وانحدارها وقساوة
مناخ المناطق المرتفعة منها، فيما تشكّل السهول عامل جذب للسكان بسبب سهولة إقامة
شبكات المواصلات عليها، وإمكانيّة استغلالها في الزراعة خاصّة تلك التي تنتشر فيها
التربّات الخصبة كالتربة الفيضيّة.
-
الموارد الطبيعية: رغم أنّ الكثير من المناطق
على سطح الأرض تعتبر طاردة للسكان، إلّا أنّ توافر الموارد المعدنيّة ومختلف مصادر
الطاقة في بعض المناطق يجعل من هذه المساحات نقطة جذبٍ للسكان نظراً لأهميّتها
الاقتصاديّة وحاجتها للأيدي العاملة.
لا يُمكن فصل العوامل الطبيعيّة عن العوامل الاقتصاديّة، فهذه الأخيرة
تُعتبر أساسيّة في تركّز السكان في إحدى المناطق على سطح الأرض، كما يبرز أيضاً
تأثير للعوامل الديموغرافيّة (كالنموّ السكاني..)، والعوامل السياسيّة (كاللجوء
السياسي..) والعوامل الدينيّة (مثل تأثير المدن المقدسة في جذب السكان..).