وشاح الغيوم


لئن كانت النجوم جواهر السماء، فما تلك الغيوم سوى الوشاح الذي يخفي هذا الجمال البديع.

استناداً لتناسق الأشكال والألوان يُنظر إلى الوشاح في كثير من الأحيان أنّه أكثر فتنة ممّا قد يُخفيه، فكيف بالغيوم تتشكّل بعدد لا متناه من الأشكال -التي نعرف معانيها أو لا نعرف- ثم تستقبل أشعة الشمس فتلوّنها بأزهى الألوان، أو يخترقها قوسٌ ملوُنٌ يزيدها رونقاً وجمالا.

كثيراً ما نسمع كلمتيّ"المزن" أو "السحاب" على أنّهما من مفردات الغمام. لكنّ العرب، ومن شدّة اعتنائهم بالغيوم تنوّعت وتعدّدت لديهم أسمائها: فشديدة المطر هي "ديمة"، أمّا الماطرة فجراً فهي "السواري"، والراعدة هي "الدجن"، والبارقة فهي "العراص"، والتي يُتخيّل مطرها فهي "الخال"، وتلك المرتفعة الرقيقة فهي "الطّخاف"، أمّا المرتفعة فوق بعضها فهي "النشاص"، أمّا "الرباب" فهي الغيوم البطيئة المثقلة بالمياه وكذلك تُسمى "الدوالح" و"المرجحناتً، إضافة لمفردات أخرى عديدة.

يُصاحب إعجاب المرء بالشيء تنوع ألقابه، ونظراً للعيش في بيئة قاحلة صحراويّة، كان لا بُدّ من تعلّق العرب بمنظر الغيوم الساريّة، فكلّ حال لها أطلقوا عليه اسماً، نظراً للبشائر المصاحبة لتهاليل مشاهدتها، والتي تتمّمها منظر الأمطار الهاطلة التي تسقي الزرع وتُحيّ الأمل باستمرار الحياة لديهم.

ومن الأبيات الجميلة، تلك التي قالها السيّاب:
"كأنّ أقواس السحاب تشرب الغيومْ .. وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر" 
أحمد هاجر- ٥-١٢-٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق