تك تك


- تك .. تك .. تك .. تك ... 
كان الصوت يعلو بالقرب مني، بشكلٍ متوالٍ منذ أكثر من خمس دقائق. 

كنت أقف في الفلاء أستشعر نفحات البرد القارسة، وأتنسّم لفحات الهواء العليلة. -مع ما تحمل الكلمة من معاني المرض والداء- 

لوهلةٍ، ظننت أنّ مصدر الصوت هي عقارب ساعة يدي، لولا أنّي تذكرت استغنائي عنها منذ سنوات طوال.

- إذا، من أين يأتي الصوت؟! لا بُدّ أنّها دقات مطرقة نحاس؟!

- لكن، مهلاً، أنحاسٌ في هذا المكان القاحل. إنّ أقرب النحاسين يبعد عنّي مسافة تفوق الخمس كيلومترات!!
-قلت في سري-

- تك .. تك .. تك .. تك ...
-راح الصوت يعلو، ويعلو ويقترب-

-بييييييييبب -كان زمور سيارة تنبهني لأفسح لها الطريق-

- عفواً أيّها السيد، تفضل وشكراً على إزعاجك. -صحت بسائق السيارة بعدما مرّ مسرعاً-

- تك .. تك .. تك .. تك ...
عاد الصوت يَصُمّ آذاني، دون أنّ أكتشف مصدره-

- هذا أنا، هييه، تك .. تك .. تك ...
-تلفت يمنة ويسرة مسمياً الله، وقد انتابني شيء من الرعب-

- من هنا؟!!! من الذي يتحدث؟! -صرخت بصوت عالٍ-

- تك .. تك .. تك .. أنا هي التي تتحدث، هلّا تكرّمت بالابتعاد؟!

- ابتعد؟!!! إلى أين أبتعد؟! أين أنت؟! من أنت أصلاً؟!

- أنظر فوق رأسك، تراني.!!

رفعت رأسي ببطء شديد، وكأنّي أحاذر لدغة عقرب، أو سم ثعبان.

- تك .. تك .. تك .. تك ..
-كانت تناديني قطرات الماء المتجمعةً على أوراق الأشجار، وهي تجاهد لتتساقط نقطة بنقطة على رأسي، الذي وقف حائلاً أمامها لتروي عطش التراب-

أحمد هاجر -٢٥-١٢-٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق