- أنهيينا أسبوعنا الثاني عشر ..
صاحت صيحة عظيمة ما إن وطئت قدمها أرض الباص، كأنّها غريب عاد إلى وطنه حديثاً، ثمّ تنفست الصعداء مُخرجةً كلّ همومها ومآسيها وآلامها التي اكتسبتها من كليّة التربيّة وكفاياتها ومهاراتها التعليميّة، ثمّ أتبعت ذلك بالقول:
- وأخيراً .. أووف .. هيه .. أووو
- أو مينا .. أو مينا دو .. -راح يُردّد بمرح كبير-
- ما لك استيقظت الآن؟! ألم تكن نائماً طوال اليوم في الصف؟! -اعترضت زميلة- قبل أن ترشق سيلاً من الكلمات، كانت مفتاحاً لأمسية طويلة ورائعة باللغة الفرنسيّة، وكانت تفاعلات الزملاء والزميلات معها كبيرة لعِظَم الفائدة التي تخلّلتها، وغزارة المعلومات التي رافقتها.
للصراحة، أعتبر نفسي محظوظاً لحضوري هذه الجلسة اللغويّة وأنا طبعاً مثل الأطرش في الزفّة، فآخر مرّة تكلّمت فيها بالفرنسيّة هي حين أجبت الأستاذ بقولي: "جو مابيل أحمد"!!
- لا سومان بروشان جو في شانجي لا تيكست دو فولتير دان لوز إيكسامان!!
- وي سو سا، إل فو لا، تريبيان، إيكسيلمان، سي فري بور ليز إيلاف!!
- إيكوت موا .. هيه، أتاندي موا!!
- أو لا لا !!
لوهلة ظننّت أنّ ما أسمع هو طلاسم سحريّة، قبل أن أتذكر أنّ من يجلسون بقربي هم أساتذة مخضرمون في تعليم اللغة الفرنسيّة، وببدو أنّهم لا يريدوا إفهامنا ما يقولون. وهنا قفز لذهني قصّة زوجٌ فرنسيّ تعرّفت عليهما منذ قرابة الثمان سنوات، أثناء قيامهما برحلة حول مدن البحر المتوسّط، ونجحّنا في دعوتهما لرحلة مسير في أحياء مدينة طرابلس التي لم تكن من ضمن خطّتهما، وكيف كنت أتكلّم مع زميلي باللغة العربيّة حين لا نريد أن يفهموا ما نقول في بعض الأحيان!
- فريرو جاكو دورمي فو .. -بدأ زميلنا بالغناء-
فعاد معه حديث النوم إلى التداول، لكنّ باللغة العربيْة -والحمد لله- ما سمح لي باكتساب القليل من المعارف حول أنواع النوم الخفيف، والعميق، والمغناطيسي، والنوم مع فتح العيون، والمشي أثناء النوم، لكنّ المؤسف هو عدم تمكّني من تطبيق مهارة النوم في الباص، إذ رحت أفكّر بكلام الزميلة التي صاحت من المقعد الأمامي بضحكات حماسيّة:
- يا من تريدون النوم، اسمعوا هذا الخبر العظيم:
"الناسا تريد دفع مبلغ ثمانية عشر ألف دولار لشخص مستعدّ أن يبقى في السرير طوال سبعين يوماً !
أحمد هاجر- 15-11-2017
صاحت صيحة عظيمة ما إن وطئت قدمها أرض الباص، كأنّها غريب عاد إلى وطنه حديثاً، ثمّ تنفست الصعداء مُخرجةً كلّ همومها ومآسيها وآلامها التي اكتسبتها من كليّة التربيّة وكفاياتها ومهاراتها التعليميّة، ثمّ أتبعت ذلك بالقول:
- وأخيراً .. أووف .. هيه .. أووو
- أو مينا .. أو مينا دو .. -راح يُردّد بمرح كبير-
- ما لك استيقظت الآن؟! ألم تكن نائماً طوال اليوم في الصف؟! -اعترضت زميلة- قبل أن ترشق سيلاً من الكلمات، كانت مفتاحاً لأمسية طويلة ورائعة باللغة الفرنسيّة، وكانت تفاعلات الزملاء والزميلات معها كبيرة لعِظَم الفائدة التي تخلّلتها، وغزارة المعلومات التي رافقتها.
للصراحة، أعتبر نفسي محظوظاً لحضوري هذه الجلسة اللغويّة وأنا طبعاً مثل الأطرش في الزفّة، فآخر مرّة تكلّمت فيها بالفرنسيّة هي حين أجبت الأستاذ بقولي: "جو مابيل أحمد"!!
- لا سومان بروشان جو في شانجي لا تيكست دو فولتير دان لوز إيكسامان!!
- وي سو سا، إل فو لا، تريبيان، إيكسيلمان، سي فري بور ليز إيلاف!!
- إيكوت موا .. هيه، أتاندي موا!!
- أو لا لا !!
لوهلة ظننّت أنّ ما أسمع هو طلاسم سحريّة، قبل أن أتذكر أنّ من يجلسون بقربي هم أساتذة مخضرمون في تعليم اللغة الفرنسيّة، وببدو أنّهم لا يريدوا إفهامنا ما يقولون. وهنا قفز لذهني قصّة زوجٌ فرنسيّ تعرّفت عليهما منذ قرابة الثمان سنوات، أثناء قيامهما برحلة حول مدن البحر المتوسّط، ونجحّنا في دعوتهما لرحلة مسير في أحياء مدينة طرابلس التي لم تكن من ضمن خطّتهما، وكيف كنت أتكلّم مع زميلي باللغة العربيّة حين لا نريد أن يفهموا ما نقول في بعض الأحيان!
- فريرو جاكو دورمي فو .. -بدأ زميلنا بالغناء-
فعاد معه حديث النوم إلى التداول، لكنّ باللغة العربيْة -والحمد لله- ما سمح لي باكتساب القليل من المعارف حول أنواع النوم الخفيف، والعميق، والمغناطيسي، والنوم مع فتح العيون، والمشي أثناء النوم، لكنّ المؤسف هو عدم تمكّني من تطبيق مهارة النوم في الباص، إذ رحت أفكّر بكلام الزميلة التي صاحت من المقعد الأمامي بضحكات حماسيّة:
- يا من تريدون النوم، اسمعوا هذا الخبر العظيم:
"الناسا تريد دفع مبلغ ثمانية عشر ألف دولار لشخص مستعدّ أن يبقى في السرير طوال سبعين يوماً !
أحمد هاجر- 15-11-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق